صارخ المدير العام
عدد الرسائل : 66 رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 18/05/2008
| موضوع: رسالة إلى معلم الأحد أغسطس 24, 2008 9:56 pm | |
| رسالة إلى معلم
أنت يا درة العمل ، وشمعة التربية والتعليم والتوجيه رسالة خاصة نوجهها لك عبر هذه السطور لعل أن تحقق هدفها المنشود وتلقى منك القبول ورحابة الصدر . مشاعل العلم ونور الهداية ، أيها المعلمون الكرام ، يا من اخترتم لأنفسكم وظيفة المصطفى صلى الله عليه وسلم . إن مهنتكم مهنة شريفة ، تتصدون فيها لحمل الرسالة الخالدة ، وإعداد الجيل الذي ينبض بالأمة وإن الآباء قد علقوا آمالهم بعد الله عليكم وسلموا فلذات أكبادهم ، لتغرسوا فيها المبادئ السامية ، فكونا عند حسن الظن بكم ، فأنت أيها المعلم صاحب الغيرة والحمية للدين . وأنت تدرك أي غفلة ، وأي عالم يعيشه الشباب اليوم . وإعراض عن دين الله وفتن تندى لها الجبين فمن لها بعد عناية الله إلا أنت أيها المربي . أخي الأستاذ : إن الشعور بأهمية التوجيه والخطوات مطلب نفيس ، بل أنه يطلب منا أكثر من ذلك وهو فن التوجيه وأساليب التأثير . فتعال بنا نتدارس الأمور التي تعين المعلم على أداء رسالته على أكمل وجه . أولا : أخلص لله وحده واستشعر ذلك واستحضر النية الصالحة ( فإنما الأعمال بالنيات ) ليكن هدفك وسلوكك وتفكيرك لإصلاح جيل ينتفع به المسلمون ، وإعداد نشء يكونون قادة وأئمة ولبنة صالحة في بناء هذه الأمة . ثانيا : عليك بالتفقه في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فإن ذلك أعظم معين بعد توفيق الله للمعلم فما أحوجنا معاشر المعلمين والمربين إلى التأسي بهديه صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته . ثالثا : اكسب ولو طالبا واحد فمن أعظم ما تدخره أخي المعلم في الحياة أن تكسب طالبا يتلقى توجيهك ويحمل علمك ، ويعرف بعد ذلك قدرك ويتحقق فيه لمجتمعك ما لم تحققه أنت . رابعا : اعتن بمظهرك وإياك أن تظهر بمخالفة شرعية فتجنب إسبال الثياب وحلق اللحية . وتعاهد حسن ملبسك ، فإن ذلك يشعر الطلاب أن الاستقامة لا تعني بالضرورة رثة المظهر. خامسا : احذر أخي المعلم أن يسمع منك طلابك إلا خيرا ، واعلم أن للكلمة الطيبة أثرا محمودا في النفس كما أن للكلمة الجارحة آثارا سيئة تهدم أسوار المحبة ، وتمنع القبول والتأثير مهما صدف الكلام وبذل النصح . سادساً : كن قدوة في الخير ، وإياك أن يخالف فعلك قولك ، فإن الطالب يستقي أخلاقه وأعماله من أخلاقك وأعمالك أكثر مما يسقيها من أقوالك ، فمجرد التوجيه بأقوال لا تصدقها الأعمال ولا تؤديها الأفعال ممقوت عند الله سبحانه . قبل أن يكون ممقوتا أمام من وقفت أمامهم ، يقول تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) روى الجاحظ أن عقبة بن أبي سفيان لما دفع ولده إلى المؤدب قال : ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بني : إصلاح نفسك ، فإن أعينهم معقودة بعينك فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت ، وعلمهم سير الحكماء ، أخلاق الأدباء سابعا : اعلم ـ أخي المعلم ـ أن وظيفتك الرسمية هي تدريس المنهج المقرر فإياك والتفريط في ذلك فأنت مؤتمن على ذلك وأولى الناس برعاية الأمانة هم الدعة إلى الله . أليس من التناقض أن يسمع الطلاب توجيه أستاذهم لمعالي الأمور ، ثم يفرط بواجبه ، وربا رأو أن ذلك تعويضا لنقص وفشل يعاني منه ، ولتجعل من مادتك ومنهجك مصدرا للتوجيه والنصح وتحقيق الأهداف التربوية والإصلاحية . وأخيرا نذكرك بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( ليس شيء أثق في الميزان من خلق حسن ) رواه الترمذي . والخلق شيء هين . وجه طليق ، وكلام لين ومن لانت كلمته وجبت محبته ، واعلم أنه لا قبول إلا بالمحبة الصادقة والنصح المشفق . واعلم أن تقدير الطالب وعدم احتقاره سبيل للتأثير عليه وإياك والظلم والجور ، والميل إلى بعض الطلاب لي هدف كان ، فإن بذلك توغر الصدر ، وتجلب المشاجرات والخصام بين القران وتضع نفسك موضع الاتهام . وفق الله الجميع ، وسدد الخطى وبارك في الجهود . والله من وراء القصد ،،، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
| |
|